المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر شعبية
المواضيع الأكثر نشاطاً
مواضيع مماثلة
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم |
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
سحابة الكلمات الدلالية
حق الخوف في سورية
دمعة- عضـــو جديــد
- الجنس :
الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 29
نقاط : 81
وسام السبيل : 6
تاريخ الميلاد : 15/06/1989
تاريخ التسجيل : 25/08/2011
العمر : 35
الموقع : مافيش
العمل/الترفيه : عاطلة
المزاج : زعلانة اوي
لا أدري حقيقة ما إذا كانت
شرائع حقوق الإنسان تذكر "حق الخوف" من ضمن الحقوق التي تكفلها القوانين
والمواثيق والأعراف والإعلانات العالمية لحقوق الإنسان، ولا أدري ما إذا
كانت منظمات ولجان الدفاع عن حقوق الإنسان تأخذ "حق الخوف" بعين الاعتبار
في نضالاتها ومعاركها (الإنسانية طبعاً)، ولكن ما أدريه ـ يقيناً ـ هو
أنني، كإنسان مجرد من كل معرفة ومن كل ثقافة، وربما من كل عقل، أشعر
بالخوف، وعندما أشعر بالخوف أنسى كل حقوق الإنسان، ولا أتذكر إلا حقاً
واحداً هو حقي بالأمان والسلام والاستقرار والاطمئنان. أما عندما أضيف
معرفتي وثقافتي، وربما عقلي، إلى خوفي، فإني أراها تؤججه، عبر سردها لدروس
التاريخ، وتأملها في تفاصيل الحاضر، وتبصرها في عواقب المستقبل.
وما
دمنا وصلنا إلى هذه النقطة، فلندخل في صلب الموضوع، موضوع "حق الخوف" في
سورية، وقد استفزني إليه ما كتبه الأستاذ عمار ديوب في مقالته المنشورة في
موقع الأوان بتاريخ 17 تموز 2011 بعنوان "عن خوف الأقليات في سورية"، وفي مقالة أخرى له أيضاً منشورة في صحيفة "الأخبار" اللبنانية بتاريخ 18 تموز 2011 بعنوان "انتفاضة حقوق لا مكونات طائفية".
لن
أناقش الكاتب في تفاصيل مقالتيه، وفيهما الكثير مما لا يتفق عليه، ولا في
إصراره، وإصرار غيره من الحالمين الرومانسيين، على سلمية حراك يمارس البطش
والعنف بأنواعه كافة، من العنف اللفظي (التكبير بعد منتصف الليل والشتائم
لطوائف بعينها ولرموزها والشعارات الممجوجة) إلى العنف السياسي (إقصاء كل
صاحب رأي مخالف ـ الصحافية غدي فرنسيس نموذجاً) إلى العنف الجسدي (قتل على
الهوية وتقطيع وتمثيل بالجثث)… ولن أورد له العديد من الوقائع التي حدثت
خلال الأشهر الأخيرة في أرجاء متفرقة من سورية، ولا الكثير من الشعارات
الطائفية البغيضة التي رفعت في التظاهرات، والتي تبين خطل ادعائه التبسيطي
بعدم وجود مشكلة طائفية في سورية، وكأن الهروب من المشكلة يحلها تلقائياً!.
كما لن أطلب منه النزول من برجه العاجي إلى صفوف الجماهير "الخائفة"، لكي
يتأكد من وجود الخوف وانتشاره وسيطرته على الوعي الجمعي لمكونات ليست
قليلة، وليست أقلوية دائماً، في صفوف الشعب السوري. مع أن جولة صغيرة، ليس
في الشوارع، بل في صفحات الفيسبوك، ستكون كافية لمعرفة حجم الطائفية وحجم
الخوف الطائفي وحجم الإخافة الطائفية، وهذه الأخيرة هي الأخطر.
لن
أناقشه في كل ذلك، سأناقشه فقط في "حق الخوف" الذي يريد أن ينكره (وهو ليس
وحيداً في ذلك على كل حال) وينكر أحقيته على جهة واحدة، هي الأقليات،
بينما هو حق مشروع لجهات أخرى، أو في ظروف أخرى، فالأقليات لا يحق لها ـ في
نظره ـ أن تخاف من الثورجية، ولن أقول الثوار، بعد كل ما فعلوه وما هددوا
به، بينما يحق لها ولغيرها، ويجب عليها، أن تخاف من النظام، أو من
الاستبداد كما يحلو له القول. لكن الخوف كخوف كلٌّ لا يتجزأ، ومن يخاف من
المخابرات لا بد أن يخاف من الثورجية. ولن يفيد إنكار الخوف في نفي حقيقة
أنه موجود، كما أن الوسيلة الأنجع للتعامل معه، إن من ناحية الطب النفسي
وإن من ناحية السياسة، لا تكون بالتخفيف من وقعه ولا بالتقليل من أهميته.
وقطعاً ليس العلاج الأمثل له هو الاكتفاء بإسداء النصائح والمواعظ
والأوامر: لا تخافوا!. بل يحتاج الأمر إلى دراسات معمقة، وإلى اقتراحات
بنيوية، وإلى اجتراح حلول سحرية، وأكاد أقول مستحيلة.
تحضرني
هنا قصة المريض النفسي الذي ظن نفسه حبة قمح وظن الآخرين دجاجات تريد أن
تأكله. وبعد أن خضع لعلاج نفسي ناجح وبات مقتنعاً أنه ليس حبة قمح، خرج من
عند طبيبه مسروراً مطمئناً، لكنه سرعان ما عاد خائفاً مرعوباً، وقال للطبيب
الذي سأله عما به: حسناً أنا مقتنع بأنني لست حبة قمح، لكن من يقنع
الآخرين (الدجاجات) بأني لست كذلك. وهكذا حال الأقليات التي لن تكف عن
الشعور بأنها مستهدفة، لا الآن ولا غداً، دون أن يكون هذا بالضرورة مرضاً
نفسياً، أو ناجماً عن مخيلة وأوهام وخرافات وتهويل، كما لمّح الأستاذ ديوب،
فهذا الخوف بالنهاية هو مكون بنيوي يدخل في صلب بناء الأقليات كأقليات، في
جميع المجتمعات، ولعله يرقى إلى درجة أن يكون حقاً كامل الأوصاف كأي حق
آخر من حقوق الإنسان. ولذلك فالتطمين اللفظي إلى المستقبل لا يكفي ولا
يجدي، كما أن العلاج لا يكون بالاستخفاف، ولا باستكثار "حق الخوف" على
الخائفين، واعتباره غير مبرر وغير مشروع، لأن العقل الخائف لا بد أن يتسيّد
الوعي في ظل حراك ليس له رأس (اقرأ: عقل مدبر)، وله أذرع كثيرة بعضها ـ
نعم ـ يحمل المناديل والورود والأعلام، ولكن بعضها يبطش على العمى ويخرج عن
أية سيطرة.
على أن ما لا ينبغي إغفاله على
الإطلاق هو أن الخوف هنا لا يقتصر على الأقليات فقط، بل يتجاوزها إلى جزء
كبير من الشعب السوري بات يدرك يوماً بعد يوم أن الحوار والإصلاح المتدرج،
بأقصى سرعة ممكنة، هما الأجدى والأنسب لوضع البلد وواقعه وميزان القوى في
داخله، أما الإصرار على الاندفاع في حراك "ثورجي انقلابي" فسوف تكون نتائجه
كارثية على الجميع، والإصرار على هذا الخيار هو المصدر الرئيسي، حالياً،
للخوف في سورية.
لا يوجد حالياً أي تعليق
الأحد أغسطس 28, 2011 4:20 am من طرف ماها
» عش في خطر وِشيّدْ منزلك في الربع الخالي!
الأحد أغسطس 28, 2011 4:19 am من طرف ماها
» عام الجراد...مذكرات جندي مقدسي في الحرب العظمى: نهاية "الوطن العثماني" والانقطاع عن الماضي
الأحد أغسطس 28, 2011 4:18 am من طرف ماها
» "العمل الجنسي" في المغرب والصحة العمومية
الأحد أغسطس 28, 2011 4:17 am من طرف ماها
» "العمل الجنسي في المغرب": تعريفا ووظائف
الأحد أغسطس 28, 2011 4:16 am من طرف ماها
» في الانتقال الجنسي
الأحد أغسطس 28, 2011 4:14 am من طرف ماها
» التربية الجنسية ضرورة عمومية
الأحد أغسطس 28, 2011 4:13 am من طرف ماها
» الجنس واليسار والإعلام
الأحد أغسطس 28, 2011 4:12 am من طرف ماها
» الوقاية أو الاجتهاد المغلق
الأحد أغسطس 28, 2011 4:11 am من طرف ماها