المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر شعبية
المواضيع الأكثر نشاطاً
مواضيع مماثلة
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم |
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
سحابة الكلمات الدلالية
جدوى تجاهل القواعد صفويا
ملاك- عضـــو جديــد
- الجنس :
الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 13
نقاط : 35
وسام السبيل : 0
تاريخ الميلاد : 19/02/1971
تاريخ التسجيل : 25/08/2011
العمر : 53
الموقع : بيت الطاعة رغما عني
العمل/الترفيه : ربة بيت متعبة
المزاج : متعبة جدا
الفجوة بين القوى الديموقراطية
الراغبة في إحداث التغيير وشرائح المجتمع الأخرى عميقة ومؤسفة. وما يعيق
حركة التغيير، على نهج النخب المتقدمة فكريا، هو إفتقارها إلى علاقة متوطدة
مع المواطنين الأغلبية الذين تمسك بتلابيب عقولهم توليفة الأخوان
المتفيقهة بالسياسة، أو المتسيسة بالفقه. نحن في دائرة التلقي الجاد نقرأ
بإستمتاع المجهودات الفكرية العظيمة التي إجتهدت لتوصيف ظاهرة الفشل
الإسلاموعروبي، وكذلك نقرأ البدائل الشاقة عن التقدم. نختلف ونتفق حولها،
ولكن هذا الإستمتاع بالتلقي لا يحس به غالب المواطنين.
ذلك إما لأسباب تتعلق بعدم قدرة هؤلاء الأهل على فك مغاليق اللغة
المبدعة العالية الحبك، والسبك، أو لأن الوسائل الإعلامية التي تحتوي على
المواد التنويرية، بطبيعة الحال، مراقبة بشدة من قبل السلطات المجتمعية
المهيمنة ما يعني تعثر سريانها. وربما هناك أسباب أخرى تتعلق بإرتفاع نسبة
الأمية وسط شرائح المجتمع، أو تجذر الرؤى الفكرية السلفية القامعة للتجديد
الديني.
وكمثال، فإن الذين يقرأون الكتب، والدوريات الفكرية، والملاحق الثقافية،
أو حتى (الأوان) و (الحوار المتمدن) وبقية المواقع الإليكترونية التنويرية
الطابع قليلون بالمقارنة مع الكتل البشرية التي تذهب إلى المساجد عند
إقامة كل صلاة، أو الذين يتسمرون أمام شاشة الفضائيات لمتابعة البرامج
الترفيهية، أو الذين يذهبون إلى دروس التلاوة، أو الذين يذهبون إلى مشاهدة
مباريات كرة القدم، أو الذين تتخطفهم الندوات الدينية للسلفيين، أو الذين
يذهبون يوميا بالآلاف المؤلفة لحضور الحفلات الغنائية الساهرة، أو الذين
يخضعون للأنظمة التعليمية الفقيرة إلى مواد حقوق الإنسان، والفقيرة أيضا
إلى التطوير ومسايرة النظم التعليمية والتربوية الحديثة. ولعل للإخوان في
بعض هذه الساحات ووسط مجاميعها، كما تعلمون، ناشطين ومجندين، أولئك الذين
يصدقون في نية تلبية نداء التنظيم الصارم التنظيم: الحرث في الأرض الخراب،
أو تحقيق الكسب لأدلوجة الإسلام السياسي.
ما من شك أن المرء يدرك قيمة الزمن كعامل اساسي، ومهم، في إستيعاب
المتلقين للقيم والمبادئ الفكرية المبذولة لإحداث التغيير الشامل الذي بات
ضروريا. وندرك أيضا أن البيئة المجتمعية تعمل لصالح التبسيطيين فكريا،
وثقافويا. وهؤلاء يسعون الآن لوراثة منظمات المجتمع الأهلي في زمن يتراجع
فيه حراك الأنتلجنسيا غير اليمينية على الأرض. ولكن مابين الرهان على الزمن
وتمكن اليمينيين التبسيطيين على الواقع تتعاظم مهمة التغييرين الطامحين
بغير كابح إلى إنجاز مشاريع التحديث والعقلانية.
من خلال التجربة الصحفية للكاتب، لاحظ أن القراء المهتمين بالعمل
الثقافي فئة قليلة، تلك التي تعتني بمتابعة منتجات الفكر، والثقافة،
والنقد، وليس هناك أي رابط قوي بين قوى الديموقراطية ومجاميع العمال،
والمزارعين، والصناع، والتجار، وتلك الشرائح المهنية التي تشكل تركيبة
المجتمع. بل أن العلاقة بين الصحافيين الثقافويين وأقرانهم في الأقسام
الصحفية الأخرى تقوم على شكل من الإستعلاء الثقافي، ودائما ما يبخس
الثقافيون عمل الصحافات السياسية، والإقتصادية، والرياضية، هذا برغم أن
قراء هذه الصحيفة، أو تلك، هم الأكثر نأيا عن تلقي للمادة الثقافية المعنية
باحداث التغيير. وعلى هذا الاساس قس تباعد المسافة ما بين المثقفين ورهط
الأهل الذين هم هدف التغيير.
حركة الإسلام السياسي أدركت عمق هذه
الفجوة، ورأت أن الحقل الأهم بالإستغلال هو حقل الوعي الديني، ما دام أن
اليسار غير معني بتقديم حلول فقهية تستند في مرجعيتها على الكتاب والسنة،
هكذا، وأن أولوياته هي التحديث عبر مرجعيات خارج إطار التفكير الديني الذي
يتسرب إلى الأهل بسلاسة مفقودة.
وبسهولة لا تضاهى حرث المسلمون من الأخوان حقل التفكير الديني بهذا
التفسير الأصولي المتواتر منذ زمن بعيد، والذي تجاوزته الظروف العصرية. ليس
ذلك فحسب فقد أتاحت منظمات المال الإسلامي الدعوية، والإقتصادية، الفرصة
لقادة اليمين (المعتدل والمتطرف) لإستقطاب الناشطين في نواحي التربية،
والتعليم، وجعلهم كممثلين للفكرة وسط هذه المواقع، وبطبيعة الحال أتاحت هذه
المنظمات للشباب مجالا للتعيش وجعلت بينها وعقولهم وسواعدهم جسرا متينا
يدعم التنظيم السياسي، ويقوي منعته، ويعزز قدراته الحركية.
صحيح أن
مسؤولية إنتاج الوعي لا تقع على كاهل المفكرين والكتاب وحدهم، والذين يسعون
لتعميق النظر إلى القضايا المختلف حولها. ولكنها مسؤولية التيارات
السياسية التي فشلت في أن تسهم في تحسين علاقاتها بالقواعد وربطها بالأفكار
الجديدة. ولعل الوحدة الفكرية لهذا التنظيم أو ذاك معنية بنشر الأفكار
وشرح معانيها وسط القواعد كما يفعل الأخوان، ولكن يبدو أن هذه الوحدات ليس
لديها إجتهادات فقهية يمكن أن تقدمها للقاعدة المتدينة التي يحوز على عقلها
التفكير السلفي الذي يوجهها نحو غاياته.
ولا شك أن البيئة الإسلامية والعربية مجرورة بشدة إلى جماعات التفكير
الديني المتواضع لكونها تخاطب عامة الناس باللغة التي يفهمونها، وفي كل يوم
تتباعد المسافة بينها والأفكار التقدمية المصاغة بلغة تستعصي أحيانا على
المهتمين بالعمل الثقافي فما بالك بالعامة. وربما غابت وظيفة الشعر كونها
كانت إستلهامية..تدفع الطاقات نحو التغيير. ولقد تحولت ثيمات الشعر إلى
ومضات جمالية تشكيلية يختفي معناها في ذهن الشاعر. ولا يعني هذا بأي حال من
الأحوال موقفا سالبا من الشعر الحديث، وإنما يعني أن الساحة السياسية فقدت
أداة مجربة من أدوات الشحن المعنوي الذي ينشر المعاني، ويحرض على التغيير،
ويشحذ الناس بالأمل.
الذين إهتموا بالتفكير حول النص القرآني، والتاريخ الإسلامي، من رواد
التحديث فئة قليلة من الباحثين ويمكن عدهم على أصابع اليد، ورغم مجهودات
هؤلاء الأساتذة الكبار إلا أن الذين توغلوا في ساحة الفكر لإيجاد مرجعية
للتحديث، إنطلاقا من القرآن الكريم، أقل. ولهذا لا يجد الغالبية من
المسلمين والعرب إلا السلفيين، والأصوليين، أمامهم، والذين ملأوا أرفف
المكتبات العامة بمبذولاتهم في الإستنباط، والتفسير والشرح، بل وذهبوا
خطوات أبعد من ذلك في توظيف المال لإستقطاب العقول المتدينة وربط معاشها
بالعمل عبر النشاط الدعوي السياسي.
لا ندري أي تحديث يمكن أن يتم على مستويات الحياة الإسلامية والعربية من
دون التواصل مع كم القواعد المهمل، وهو من بعد، يمثل أرضية خصبة لإستشراء
مساحات الأصولية، والإستبداد، والغش السياسي. ولكن، على أية حال، يبقى
الرهان الحقيقي، والأهم، هو على حتمية تفتت الحكومات، والتي تحمل بذرات من
فنائها.
لا يوجد حالياً أي تعليق
الأحد أغسطس 28, 2011 4:20 am من طرف ماها
» عش في خطر وِشيّدْ منزلك في الربع الخالي!
الأحد أغسطس 28, 2011 4:19 am من طرف ماها
» عام الجراد...مذكرات جندي مقدسي في الحرب العظمى: نهاية "الوطن العثماني" والانقطاع عن الماضي
الأحد أغسطس 28, 2011 4:18 am من طرف ماها
» "العمل الجنسي" في المغرب والصحة العمومية
الأحد أغسطس 28, 2011 4:17 am من طرف ماها
» "العمل الجنسي في المغرب": تعريفا ووظائف
الأحد أغسطس 28, 2011 4:16 am من طرف ماها
» في الانتقال الجنسي
الأحد أغسطس 28, 2011 4:14 am من طرف ماها
» التربية الجنسية ضرورة عمومية
الأحد أغسطس 28, 2011 4:13 am من طرف ماها
» الجنس واليسار والإعلام
الأحد أغسطس 28, 2011 4:12 am من طرف ماها
» الوقاية أو الاجتهاد المغلق
الأحد أغسطس 28, 2011 4:11 am من طرف ماها